النبـيّ الأمّـيّ
إنّ كلمة [ الأمّـيّ ] هي مصطلح كان يطلقه اليهود على [ العرب ] لقولـه تعالى ( و منْ أهل الكتاب مَنْ إنْ تأمنْه بقنطار يُؤدّه إليك و منهم مَنْ إنْ تأمنْه بدينار لا يُؤدّه إليْك ... ذلك بأنّهم قالوا ليْس علينا في الأميّين سبيل ) آل عمران 76 ، و كان عنده في الدينة المنوّرة صنفان هم [ العرب ] و [ اليهود ] ، فقال لـه الله تعالى ( و قُلْ للّـذين أوتوا الكتا...ب و الأمييّن أ أسـلمتم ) آل عمران 20 ، و الواضح أنّ [ الأميين ] هم [ العرب ]
و كلمـة [ الغـوييّم ] في اللّغـة العبريّة هي بمعنى [ الرعاع غير اليهود ] و هي قريبة من كلمة [ الأمييّن ]
و رسولنا الأعظم صلى الله عليه و آله و صحبه و سلّم ، ليْس [ أمّـيّاً ] بمعنى [ الجهْل المعْرفي ] كمـا يفهمه الكثير ، لأنّـه ( رسولٌ منَ اللّه
يتلوا صـحفاً مطـهّرة فيها كـتُبٌ قيّمـة ) البيّنة 3 ، أي يتلوا مواضيع ذات قيمة علميّة هائلة ، و كان معلّـمه المباشر هو جـبريل عليه السلام ،
قال تعالى ( علّمـه شـديد القوى ) النجم 5 ، فهلْ يتخرّج [ أمّـياً ] من مدرسة جبريل ؟ ! ! ، و قال تعالى ( هو الذي بعث في الأمييّن رسـولاً منهم يتلوا عليهم آياته و يُزكّيهمْ و يُعلّمهم الكتاب و الحكمـة ) الجمعة 2 ، فهل مَنْ يُعلّم الكتاب و الحكمـة يكون [ أمـيّاً ] ؟ ! ، أمْ أنّـه فعـلاً [ مدينة العـلْم ] حيثُ [ عليٌ بابها ] ، فكفانا وصـفه بكلمـة [ الأمّي ] بينمـا نحن
[ على جهلنا ] نقول عنْ أنفسـنا [ علمـاء ] ! ! ، فما هذا المنطق العجيب الغريب ، إنّـه بإطـلاق [ مدينة العلْـم ] ، و [الأميّ ] لا يطلب الزيادة في العلْم ، لكنّ [ العالِم فقط ] هو الذي يطلب الزيادة في العلم
أ لـمْ يقل اللّه لـه : ( و قُلْ ربّ زدني علـماً ) طه 114 .
أنّـه وحده الذي [ زكّـى ] هذه الأمـة جمعـاء ، ( لقد منّ اللّه على المؤمنين إذْ بعث فيهم رسولاً منْ أنفسـهم يتلوا عليهم آياته و يُزكّـيهمْ
و يُعلّمهم الكتـاب و الحكـمة ) آل عمران 164
فيـا أيّـها [ العلـماء ] قولوا عن رسولكم أنّه [ مدينة العلْم ]، و أفهِموا الناس أنّ [ الأميّ ] بالنسـبة لـه تعني فقط [ غير اليهوديّ ]
اللّـهم فاشـهد أنّي قـد بلغْـت
الدكتور علي منصور كيالي